يورو السيدات 2025- استثمار قياسي رغم الخسائر المتوقعة

يتوقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" أن تتكبد بطولة الأمم الأوروبية للسيدات 2025 خسائر مالية فادحة تقدر بما يتراوح بين 20 و25 مليون يورو. يأتي هذا التوقع على الرغم من النجاح الكبير في مبيعات التذاكر، حيث تم بيع أكثر من 600 ألف تذكرة قبل انطلاق البطولة بخمسة أيام فقط، مما يعكس الإقبال الجماهيري المتزايد على كرة القدم النسائية.
تعزى هذه الخسائر بشكل أساسي إلى الزيادة الهائلة في قيمة الجوائز المالية المخصصة للبطولة، والتي تصل إلى 41 مليون يورو، سيتم توزيعها على المنتخبات الـ 16 المشاركة في المنافسات التي ستنطلق يوم الأربعاء المقبل في سويسرا. هذا المبلغ يمثل قفزة نوعية، ويعتبر رقمًا قياسيًا في تاريخ هذه المسابقة القارية العريقة.
في النسخة الماضية من البطولة، والتي أقيمت في عام 2022، قام "يويفا" بتوزيع 16 مليون يورو فقط كجوائز مالية، بينما لم تتجاوز قيمة الجوائز في نسخة عام 2017 حاجز الثمانية ملايين يورو. هذا النمو المطرد في قيمة الجوائز يعكس الاهتمام المتزايد بالكرة النسائية ورغبة الاتحاد في دعمها وتطويرها.
أكدت نادين كيسلر، مديرة كرة القدم النسائية في "يويفا"، خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة، أن الاتحاد يولي أهمية قصوى للجوائز المالية، مؤكدة على دورها المحوري في رفع مستوى الوعي العام بأهمية كرة القدم النسائية، وتعزيز نموها وتطورها على كافة الأصعدة. وأضافت أن الاتحاد على استعداد تام للاستثمار بكثافة في هذه البطولة، حتى لو لم يحقق أرباحًا مباشرة منها، مؤكدة أن هذا هو الخيار الأمثل لدعم مستقبل كرة القدم النسائية.
كما سيتم تخصيص مبالغ مالية إضافية للأندية التي تمتلك لاعبات مشاركات في البطولة، حيث تبلغ قيمة هذه المخصصات تسعة ملايين يورو، أي ضعف المبلغ الذي تم تخصيصه للأندية في بطولة يورو 2022. هذا الدعم المالي الإضافي للأندية يعكس تقدير الاتحاد لأهمية دورها في تطوير اللاعبات وتهيئتهن للمشاركة في البطولات الكبرى.
وشددت كيسلر، اللاعبة السابقة في منتخب ألمانيا، على أن هذا الاستثمار الضخم يأتي إدراكًا من الاتحاد للمعنى الرمزي العميق للجوائز المالية، ولكونها تمثل رمزًا للتضامن مع جميع المساهمين في نجاح بطولة الأمم الأوروبية للسيدات. وأكدت على أن الهدف هو مكافأة كل من يساهم في هذا النجاح، معتبرة البطولة ملكًا للجميع.
وعلى سبيل المقارنة، شهدت بطولة يورو 2024 للرجال توزيع جوائز مالية ضخمة بلغت 331 مليون يورو، بالإضافة إلى مزايا أخرى للأندية التي يمثلها اللاعبون في المسابقة. وقد حققت هذه البطولة إيرادات هائلة تقدر بـ 2.41 مليار يورو. هذا الفارق الكبير في الإيرادات والجوائز يعكس التحديات التي لا تزال تواجه كرة القدم النسائية في سعيها لتحقيق المساواة مع نظيرتها الرجالية.
وأشارت كيسلر خلال حفل انطلاق البطولة الذي أقيم في مقر الاتحاد في نيون السويسرية يوم الجمعة، إلى أن النسخة الجديدة من المسابقة قد حققت بالفعل أرقامًا قياسية جديدة، حيث تجاوزت مبيعات التذاكر ما تم تحقيقه في بطولة 2022 التي أقيمت في إنجلترا. فقد نفدت تذاكر 22 مباراة من أصل 31، وبلغ إجمالي عدد التذاكر المباعة 600 ألف تذكرة، وذلك دون احتساب مباراة الافتتاح التي أقيمت في أولد ترافورد أو المباراة النهائية التي ستقام في ويمبلي.
وكشفت كيسلر عن أن المشجعين الألمان هم الأكثر إقبالًا على شراء التذاكر، حيث بلغ عددهم 61 ألف مشجع، يليهم الإنجليز بـ 41 ألف مشجع، ثم الفرنسيون بـ 16 ألف مشجع، والهولنديون بـ 15 ألف مشجع، والأمريكيون بـ 5 آلاف مشجع. وأعربت عن سعادتها بوصول عدد الجنسيات التي اشترت تذاكر البطولة إلى 114 جنسية، معتبرة ذلك إنجازًا غير مسبوق في تاريخ كرة القدم النسائية. وأكدت أن الاتحاد قد استفاد من الدروس المستفادة من كأس العالم للسيدات في إنجلترا 2022، وأنه يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رقم قياسي جديد في هذه البطولة.
